المتنبّي
- لِعَينَيكِ ما يَلقى الفُؤادُ وَما لَقى
لِعَينَيكِ ما يكون للفؤاد وما قد عانَى
وَلِلحُبِّ ما تبقَى مِنّي وما زال
وَلَم أكن مِمّن يدخلُ العشقُ قلبَهُ
وَلَكن مَن يراهُ يُعجبُ بجفونَكِ
وَبَيْنَ الرِضا والسُخط والقُرب والنُوى
مَجالٌ لِدَمعِ المقلَة المُتراقِصِ
- ما أَجمل الوجوه التي تتزيّن فيها
ما أَجمل الوجوه التي تتزيّن فيها
كَأوجه البدويّات المُشرقةِ
حُسنُ الحَضارة بَلغ تَجمّلًا
في البَداوةِ حُسنٌ خالصٌ لا يُقلَّدُ
أينَ المَعيزُ من الآرامِ ناظِرةً
وغيرَ ناظِرةٍ في الحُسنِ والرَائحةِ
أَفضلُ ظباءَ الفَلاةِ اللواتي لا يَعلَمنَ عنّي
مَا أُلقيهُ من الكلامِ ولا أُزينُ الحواجبَ
وَلا يَظهرنَ من الحمامِ كائنةً
أَوْراكُهُنَّ كالعراقيبِ السَـمينةِ
Nizar Qabbani
- فكل السنوات تبدأ بكِ
فكل السنوات تبدأ بكِ وتنتهي بكِ
سأكونُ مُضحِكًا إذا فعلت ذلك
لأنكِ تسكنين الزمنَ كله، وتُسيطرين على مداخل الوقت
إن ولائي لكِ لم يتغير
كنتِ سلطاني في العام الوَريد، وستبقين سلطاني في العام القادِم
ولا أفكر في إبعادكِ عن السُلطة
فأنا مقتنع بعدل اللَون الأسود في عينيكِ الواسعتين
وبِأسلوبكِ البدوي في ممارسة الحب
- ولا أجد ضرورةً
ولا أجد ضرورةً للصراخ بنبرةٍ مسرحية، فالأسماء لا تحتاج إلى تعريفٌ
وما هو أكيدٌ لا يحتاج إلى تأكيدْ
أنا لا أؤمن بجدوى الفن الاستعراضيّ، وليس مِن اهتماماتي أن أجعلَ قصَّتنا مادةً للعلاقات العامة
سأكون غبيًا إذا وقفتُ على حجر أو غيمة وأفصحتُ عن جميع أوراقي
فهذا لا يُضيف بُعدًا ثالثًا لعينيكِ ولا يُقدم دليلاً جديدًا على جنوني
أُفضل أن أحتفظ بكِ في جسدي كطفلٍ مستحيل الولادة وطعنةً سِرّية لا يشعر بها سواي
- لا تبحثي عنّي ليلة رأس السنة
لا تبحثي عنّي ليلة رأس السنة، فلن أكون معكِ ولن أكون في أي مكان
لأنني لا أشعر بالرغبة في الموت مشنوقًا في أحد مطاعم الدرجة الأولى حيث يقدّم الحب كطبقٍ من الحساء البارد
لا يقربه أحد، حيث يوصي الأغبياء بابتساماتهم قبل شهرين من تاريخ التسليم
قيس وليلى
- وأيّام لا نخشى على اللهو ناهيا
وأيّام لا نخشى على اللهو ناهيا
تذكّرت ليلى والسنين الخواليا
بليلى، فهالني ماكنت ناسيًا
ويوم كظل الرمح، قصرت ظلّه
بذات الغضي ننقلُ المُطيعَ النواحيا
بتمدين، اشتعلت نار ليلى، وصحبتي
إذا جئتكم بالليل لم أدرك ما هي
فيا ليل، كم من حاجة لي مُهمَّة
وجدنا طوال الدهر للحب شافيًا
لِحيّ الله أقوامًا يقولون إننا
قضى الله في ليلى، ولا قضى لي
خليلي، لا والله لا أُملك الذي
فهلًا بشيء غير ليلى ابتلاني
قضى بها لغيري، وابتلاني بحبّها
يكون كافياً لا عليّ ولا لي
فيا ربّ بسّط الحب بيني وبينها
جميل وبثينة
- ألا إنّها ليست تجود
ألا إنّها ليست بجودٍ لذي الهوى
بل البخل منها سِمةٌ وخِلاق
وماذا عسَى الواشون أن يتحدّثوا
سوى أن يقولوا إنّني لك عاشق
نعم، صدق الواشون، أنت كريمة
عليّ وإن لم تصف منك الخلائق
- ألا ليت ريعان الشباب جديد
ألا ليت ريعان الشباب يعود
ودهرًا تولّى يا بثينة يعود
فنظل كما كنّا نكون، وأنتمُ
قريب وإذا ما تبذلين قليل
خليلي، ما أُلقي من الوجد باطن
ودمعي بما أخفي الغداة شاهِد
إذا قلت ما بي يا بثينة قاتلي
من الحب، قالت: مزيدٌ ويزيد
وإن قلت ردي بعض عقلي
أعيش به، فقد ولت وقالت: ذاك بعيد
فلا أنا مردود بما جئت طالباً
ولا حبّها فيما يبيد يبيد
وقلت لها: بيني وبينك فاعلمي
من الله ميثاق له عهود
وأفنيت عمري بانتظاري وعدها
وأبليت فيها الدهر وهو جديد
العبّاس بن الأحنف
أَميرَتي لا تَغفِري ذَنبي
فَإِنَّ ذنبي شِدَّةُ الحبّ
يا لَيتَني كنتُ المُبتلى
مِنكِ بِأَدنى ذَاكَ الذّنبِ
حَدَّثتُ قلبي كاذبًا عَنكمُ
حتى استحى عَينَي مِن قَلبي
الشريف الرضيّ
يا ظَبيَةَ البانِ تَرعى في خَمائِلِهِ
لِيَهنَكِ اليومَ أَنَّ القلبَ مَرعاكِ
الماءُ عندكِ مَبذولٌ لشارِبِهِ
وَلَيس يُرويكِ إِلّا مدمعي الباكي
هَبّت لنا مِن رياحِ الغَور رائحةٌ
بَعدَ الرقَادِ عَرَفناها برَيّاكِ